الأزمة المالية العالمية وتأثيرها على المكتبات

تم إنشاءه بتاريخ الإثنين, 25 أيار 2009 نشر بتاريخ الإثنين, 25 أيار 2009

 

الأزمة المالية العالمية وتأثيرها على المكتبات

محمود عبد الستار خليفة

ماجستير في علوم المعلومات، جامعة القاهرة

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

يعيش العالم منذ نهاية العام المنصرم 2008 أسوأ كوابيس العصر الحديث، ألا وهى الأزمة المالية العالمية، والتي ضربت الاقتصاد العالمي في مقتل، حيث أنهارت كبرى البنوك العالمية وسرعان ما تلتها كبرى الشركات والمؤسسات العالمية. ومع مطلع عام 2009 بدأ تأثير الأزمة يمتد إلى كافة المؤسسات في مختلف المجالات، ولم تنجو حكومات الدول سواء الغنية أو الفقيرة من تلك الأزمة، فأنخفضت ميزانيات المؤسسات الحكومية، والمضحك هنا أن الحكومات الفاشلة اقتصاديا أخذت تلك الأزمة حجة تبرر بها فشلها في إدارة اقتصاد دولها.

 

وبطبيعة الحال المكتبات كغيرها من المؤسسات التي طالها تأثير الأزمة المالية العالمية، وكما نعرف فإن المكتبات في كل العالم تعاني دوما نقص الموارد والميزانيات، وهنا أذكر "جناين سكميدت" عميدة مكتبات جامعة ميجيل بكندا حينما ألتقيت بها في صيف 2008 وهى تقول أن "مكتبات جامعة ميجيل لا تقارن بمكتبات جامعة تورنتو، فنحن لدينا ميزانية سنوية 40 مليون دولار فقط !!" بالطبع أصبت بدهشة كبيرة من الرقم وتذكرت حال مكتباتنا المصرية والعربية وأرقام ميزانياتها الفقيرة للغاية.


تحاول هذه الورقة مناقشة الأزمة المالية العالمية وتأثيرها بصفة عامة وعلى المكتبات بشكل خاص، وتناقش الأثار السلبية المتوقعة للأزمة، كما تحاول اقتراح بعض الحلول كي تساعد المكتبات على تخفيف الأثار السلبية للأزمة. ما هى الأزمة المالية العالمية؟ كي لا نتحدث من جزر منعزلة، لابد من البدابة بتوضيح ما هي الأزمة المالية العالمية وكيف حدثت وما هى أبعادها، وطبعا سنحاول قدر الإمكان تبسيط المصطلحات فنحن لسنا بخبراء في الاقتصاد. ترجع بدايات الأزمة المالية العالمية إلى بداية القرن الحادي والعشرين، وتحديدا في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك حين بدأ الاتجاه نحو الاستثمارات العقارية كمشروعات ربحية مضمونة المكسب، وأقبل الأميركيون أفراداً وشركات على شراء العقارات بهدف السكن أو الاستثمار طويل الأجل. وكان للبنوك دورًا كبيرًا حيث قدمت تسهيلات عقارية كبيرة، كما منحت قروضاً للأفراد غير القادرين على سداد ديونهم بسبب ضعف رواتبهم. ومع زيادة الفوائد على القروض، بدأ المالكون في التعثر في السداد، مما ترتب عليه فرض البنوك لغرامات تأخير وبالتالي تزايدت بل وتضاعفت الديون على أصحاب العقارات ولم يسددوا للبنوك، وبالتالي بدأت تلك البنوك تتأثر نتيجة عدم السداد وأنخفضت أسعار أسهم تلك البنوك في البورصة، كما أنخفضت قيمة العقارات نفسها، ولما حاول أصحاب العقارات بيع العقار والاستفادة من عائد البيع في تسديد الديون؛ وجدوا أن قيمة العقارات انخفضت وبالتالي خسروا أموالاً طائلة وظلوا عاجزين عن سداد الديون. ولما كانت البنوك والشركات الأمريكية مؤسسات دولية كبيرة فامتد تأثير تلك الأزمة إلى خارج الولايات المتحدة، حيث أن لتلك المؤسسات استثمارات في دول كثيرة وهو ما أدى إلى تأثر اقتصاديات تلك الدول. كما أن لتلك الشركات وكلاء في معظم دول العالم، وبالتالي فإن التأثير لم يكن قاصرا على الشركات داخل الولايات المتحدة فقط، بل أمتدت إلى كل دولة بها استثمارات أميركية أو أجنبية بشكل عام.

كل هذا جعل عددا من زعماء العالم يحملون الولايات المتحدة نتيجة تلك الأزمة العالمية، فعلى سبيل المثال، صرح الرئيس الروسي السابق فلاديمير بوتين: "هذا لم يعد انعداما للإحساس بالمسؤولية من جانب بعض الأفراد، بل عدم إحساس بالمسؤولية لدى النظام كله الذي يتباهى بالزعامة العالمية"، ورئيس الوزراء البريطاني جوردون براون: "الاستهتار داخل الولايات المتحدة بالنظام المالي هو الذي أدى إلى أزمة الائتمان المالي التي يعاني منها العالم"، ووزير المالية الألماني بير شتاينبروك: "الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية الأزمة المالية العالمية الراهنة بسبب الحملة الأنجلوساكسونية التي تهدف لتحقيق أرباح كبيرة، ومكافآت هائلة للمصرفيين وكبار مديري الشركات، والأزمة ستخلف أثارا عميقة وستحدث تحولات في النظام المالي العالمي" [1]

 

أبرز ضحايا الأزمة المالية العالمية

1- بيعت مؤسسة واشنطن ميوتشوال للخدمات المالية - أكبر الصناديق الأميركية العاملة في مجال الادخار والإقراض - لمجموعة جي بي مورجان المصرفية العملاقة بـ 1.9 مليار دولار

. 2- بنك الاستثمار الأميركي (ليمان برذارز) أعلن عن إفلاسه بعد فشل جهود المسؤولين الأميركيين في وزارة الخزانة والاحتياطي الاتحادي الأميركي لإنقاذ البنك.

3- بنك ميريل لينش أحد البنوك الاستثمارية الكبرى في الولايات المتحدة يضطر لقبول عرض شراء من "بنك أوف أميركا" خشية تعرضه للإفلاس.

4- الحكومة الأميركية تعمل على تأميم الجزء الأكبر من نشاط شركة "أي آي جي" العملاقة وأكبر شركة تأمين في العالم، وذلك بعد شرائها ديون الشركة المتعثرة بمبلغ 85 مليار دولار.

5- الحكومة البريطانية تضطر للتدخل لإنقاذ بنك "أتش بي أو أس" عن طريق قيام بنك لويدز بشرائه بمبلغ 12 مليار جنية إسترليني.

6- عشرات الآلاف من موظفي البنوك والمؤسسات المالية في أميركا وبريطانيا يفقدون وظائفهم

7- انهيار سعر المجموعة المصرفية والتأمين البلجيكية الهولندية (فورتيس) في البورصة بسبب شكوك بشأن قدرتها على الوفاء بالتزاماته

8- بنك واكوفيا -رابع أكبر مصرف في الولايات المتحدة- بيع لمؤسسة سيتي غروب المصرفية الأميركية ضمن موجة الاندماجات في السوق الأميركية لمواجهة تبعات الأزمة المالية.

9- إفلاس شركة كرايسلر الأمريكية العملاقة للسيارات، وتم انقاذها ببيعها إلى شركة فيات الإيطالية.

 

تأثير الأزمة المالية العالمية على المكتبات

في ظل الأزمة المالية العالمية سقطت شركات وبنوك عملاقة، وأفلست شركات أخرى كثيرة، وهى مؤسسات تجارية في المقام الأول. فكيف سيكون حال المكتبات وهى مؤسسات غير ربحية ولا تقوم بأنشطة تجارية، بل أنها تنظر تمويل الجهة الأم التابعة لها المكتبة. في الفقرات التالية نحاول إلقاء الضوء على التأثير المتوقع أو الذي حدث بالفعل للمكتبات بسبب الأزمة المالية العالمية.

1- تقليص الميزانيات المكتبات من المؤسسات التي تعاني دائما من نقص في الميزانيات، وبالطبع التمويل هى المحرك الرئيسي لأي عمل، وفي ظل تلك الأزمة من المتوقع أن تزداد فرص تقلص ميزانيات المكتبات. والوضع في مصر سيكون أكثر سوءا، حيث نظام حاكم غير ديمقراطي، جاء بطرق غير مشروعة، لذا تكرس كل إمكانات الدولة للأمن حفاظا على استمرارية النظام، وكذلك تتقلص ميزانيات التعليم والبحث العلمي. أذكر أنه في عام 2006 أصيبت ميزانية دار الكتب القومية بحالة هبوط حاد من 15 مليون جنيه سنويا إلى 2 مليون جنيه !! فما بالنا بالوضع في ظل الأزمة المالية العالمية، بالطبع ستكون الأزمة حجة لتبرير تقليص الميزانيات، سواء كانت الدولة تأثرت بالأزمة أو لم تتأثر. وعلى مستوى المكتبات العالمية، تنبأ تقرير صادر عن جمعية مكتبات البحث أن تعلن العديد من المكتبات الأعضاء بها عن تخفيض ميزانيتها.[2]

2- تخفيض العمالة بالطبع لن ينجو العنصر البشري من تداعيات تلك الأزمة العالمية، حيث لجأت العديد من المؤسسات إلى نسبة تسريح العمالة، مطبقين المبدأ القائل Last Hire, First Fire المعين مؤخرا، يفصل أولا. على الصعيد العام؛ أعلنت وزارة العمل الفرنسية أن سوق العمالة الفرنسية قامت بشطب ما يقرب من 80 ألف وظيفة خلال 2009، وهناك توقعات بأن يصل عدد الوظائف المشطوبة إلي نحو 300 ألف وظيفة مع نهاية 2009 ، وفي بريطانيا هناك اتجاه لتقليص 15 ألف وظيفة في القطاع المالي خلال الأشهر الثلاثة القادمة. وفي الولايات المتحدة كانت الكارثة الكبرى، حيث تم تسريح 320.000 موظف في شهر نوفمبر 2008 فقط، و651 ألف موظف حتى فبراير 2009 ، ووصل معدل البطالة إلى 8.1 %، وهو معدل قياسي لم تصل إليه الولايات المتحدة منذ عام 1983 وهو ما يعد كارثة قومية !! [3] وعلى الصعيد العربي، نجد أن دولة الإمارات هى أكثر الدول العربية تأثرا بالأزمة، حيث أنها قائمة على استثمارات أجنبية، وعند الحديث عن تسريح العمالة في الإمارات يجب الا ننسى العمالة المتخصصة في مجال المكتبات، حيث أن الإمارات تعد أكثر الدول العربية جذبا للعمالة المتخصصة، وبالتالي متوقع في ظل الأزمة المالية أن يتم الاستغناء عن العمالة المتخصصة، وهو ما بدأ يبدو في الآفق من خلال الاتصالات ببعض الزملاء العاملين في المكتبات الإماراتية، وفي أواخر مايو 2009 أعلن مركز جمعة الماجد بالإمارات الإستغناء عن 8 من أمناء المكتبات دفعة واحدة بهدف تخفيض العمالة.

3- تأثر تنمية وتطوير المجموعات من المؤكد أن تنمية المجموعات هو الجانب الأكثر تضررًا من الأزمة المالية، حيث أنها تعتمد بشكل أساسي على المخصصات المالية، وكلما تأثرت الميزانية، تأثرت عملية تنمية المجموعات. وإن كانت بعض الآراء تقول أنه في حالة تقليص ميزانيات المكتبات لا يكون ذلك على حساب تنمية المجموعات، لأنها تشكل العمود الفقري للعمل في المكتبات، وحتى في حالة تأثير تنمية المجموعات فإن إشتراكات الدوريات تأتي في نهاية المصادر التي يتم تقليص ميزانياته

4- تعثر الخطط المستقبلية للمكتبات بالطبع هذا التأثير لا ينطبق على المكتبات المصرية أو العربية، حيث أنها مكتبات بلا خطط مستقبلية أو حتى حالية. وبشكل عام أي تأثير في الميزانية يكون له مردود على كل شيئ، فإذا كانت المكتبة تخطط لمشروعات مستقبلية، أو توسعات على صعيد الإنشاءات والتجهيزات، أو تطوير في الخدمات، فإن أزمة مالية كتلك التي نمر بها كفيلة بقتل كل الخطط المستقبلية.

 

كيف تواجه المكتبات الأزمة المالية العالمية؟

في السطور القادمة لا نقدم اختراعا أو حلا سحريا تتبعه المكتبات للخروج من الأزمة المالية، ولكننا نناقش أمور دومًا نادى بها الباحثون في أوراقهم العلمية، وهى أمور معروفة وواضحة لدى المكتبات والقائمين عليها، ولكنها لم تكن تتبع أو تنفذ خاصة في المجتمع العربي. وإذا كانت المكتبات لم تأخذ بتلك الحلول قبل الأزمة المالية العالمية طواعية، فإنها بعد الأزمة ستكون مجبرة على تطبيق تلك الحلول.

1- ترشيد النفقات أتفقنا على أن المكتبات في العالم أجمع تعاني دوما من نقص الموارد، ولكن دعونا هنا نقصر الحديث على المكتبات المصرية فأهل مكة أدرى بشعابها، لا خلاف على أن المكتبات المصرية تعاني من نقص الموارد المالية، ولكن في الواقع أنني أرى أن هذا النقص ظاهريا فقط، ففي حالة الحاجة إلى موارد لتطوير العمل أو لشراء أجهزة حواسيب مثلا أو لشراء برمجيات مهمة، أو لشراء مصادر معلومات تظهر في الأفق كلمة "الموارد المالية لا تسمح" أما في حالة تجديد مكتب المدير، أو سفر المدير للخارج، أو شراء حاسب آلي جديد للمدير، أو صرف مكافأت للمدير وأتباعه؛ في تلك الحالات لا وجود لكملة نقص الموارد المالية. خلاصة القول أننا في مصر نعاني من فساد إدارى متضخم ولعل دار الكتب المصرية أكبر نموذج على إهدار الميزانيات المخصصة للمكتبات، ولا داعي للخوض في تفاصيل قد تأخذنا بعيدًا عن الموضوع الرئيسي. في ظل الأزمة العالمية، المكتبات في أشد الحاجة إلى ترشيد الإنفاق، والترشيد قد يأخذ عدة أشكال سوف يتم تناولها بالتفصيل في النقاط التالية والتي في مجملها ممارسات تؤدي إلى ترشيد الإنفاق. وعلى سبيل المثال، من أوجه ترشيد الإنفاق إلغاء الاشتراك في الدوريات المطبوعة والتي تتوفر منها نسخة إلكترونية، اللجوء إلى إقتناء المصادر المجانية التي قد تكون بديلا عن شراء مصادر أخرى، وغيرها من الأوجه ستأتي لاحقا، ولكن أهم تلك الأوجه هو وقف نزيف التبزير الإداري وهو كما أوضحنا صرف أموالا طائلة في جوانب إدارية كسفريات ومكافأت للمديرين وأصحاب المناصب.

2- التمويل الذاتي خيار التمويل الذاتي واحدا من الحلول المقترحة منذ وقت بعيد لتنمية موارد المكتبات، وهو حل دعا إليه الكثير من الباحثين المتميزين ممكن يكتبون حول تسويق خدمات المعلومات واقتصاديات المعلومات، وهو مجال بحثي واسع للغاية. مكتبة أتواتر العامة AtwaterPublic Library بمدينة مونتريال الكندية، واحدة من أقدم وأفقر المكتبات في ولاية كيبيك الكندية، أثناء زيارة المكتبة عرفت أنها ليس لها ميزانية ثابتة، ولكنها تعتمد على التبرعات والهبات، إلا أن القائمين على المكتبة لم يقفوا مكتوفي الأيدي، فقد علمت أن المكتبة لديها مشروع لبيع الكتب المستعملة والقديمة يدر دخلا حوالي 90 ألف دولار سنويا، هذا ناتج نشاط واحد فقط، فما بالنا لو قامت المكتبات بعدة أنشطة تجارية لتنمية مواردها. هذا ما يجب أن تقوم به المكتبات في بلادنا العربية لمواجهة النقص الدائم للموارد، وبالطبع في ظل الأزمة المالية ستكون المكتبات مضطرة لتنفيذ تلك الأعمال. وهنا يجب أن نشير إلى أنه أحيانًا كثيرة تقف اللوائح والقوانين عائقًا أمام المكتبات في تنفيذ مشروعات تدر لها ربحًا، وأحيانًا أخرى لا يذهب العائد من تلك المشروعات إلى المكتبات ولكن يذهب إلى الجهة الأم التابعة لها المكتبة.

3- الاتجاه نحو التعاون مع المؤسسات الأخرى بُح صوت الباحثين، ودابت أقلامهم في الحديث عن التعاون بين مؤسسات المعلومات، بل عقدت مؤتمرات علمية حول التعاون بين المكتبات، وإن كنا لا نعول كثيرًا على المؤتمرات العربية حيث يكون الموضوع الرئيسي في واد وبحوث المؤتمر في واد أخر وأرض الواقع في واد ثالث!! وأحسب أن رسالة دكتوراه بقسم المكتبات بجامعة القاهرة للباحثة سهير إبراهيم حول التخطيط لتجمع وطني مصري لمرافق المعلومات في مجالات العلوم والتكنولوجيا سوف تكشف مهازل إهدار المال في المكتبات المصرية. في الوقت الراهن المكتبات ليست مطالبة بالتعاون مع غيرها من المؤسسات؛ بل أنها مجبرة على هذا التعاون، والتعاون هنا يجب أن يكون على كافة مستويات العمل داخل المكتبة، سواء الإعداد الفني أو الخدمات. وفيما يلي بعض الإجراءات التي يجب أن تنفذ في المكتبات : - لا يجب شراء مصدر متوفر لدى مكتبة أخرى في إطار البرنامج التعاوني. - لا يجب الإشتراك في دوريات علمية لدى مكتبة أخرى في إطار البرنامج التعاوني. - مشاركة قواعد البيانات مع المكتبات الأخرى. - تفعيل خدمة الإعارة بين المكتبات. - زيادة الاعتماد على الفهرسة المنقولة، وهو يوفر الوقت والجهد، كما يمكن أن يقلل من عدد المفهرسين. وفي هذا الصدد لابد من التحذير من أعداء التعاون بين المكتبات وهم الناشرين !!! فهم أكبر الخاسرين من البرامج التعاونية، فبدلا من أن يبيع 5 نسخ من الكتاب لـ 5 مكتبات، فربما يبيع نسخة واحدة فقط أو نسختين على الأكثر، ووجه التحذير هنا هو العلاقات الوطيدة بين الناشرين ومسؤولي التزويد في المكتبات.

4- الاعتماد على المصادر الإلكترونية لسنا هنا بصدد الحديث عن أهمية مصادر المعلومات الإلكترونية، كما أننا لسنا أفضل من يتحدث في هذا الموضوع. لا خلاف على المميزات التي تقدمها المصادر الإلكترونية للمكتبات. غني على التعريف أنه توجد قواعد بيانات عالمية تضمن في محتوياتها أشكالاً متنوعة من مصادر المعلومات مثل دوريات إلكترونية كتب إلكترونية ورسائل جامعية، والأمثلة كثيرة ولا تحصى، مثلا: EBSCO, Science Direct, Springer , ProQuest . تتكبد المكتبات أموالاً طائلة للإشتراك في الدوريات العلمية المطبوعة، في حين أنها تكون متاحة ضمن قواعد البيانات العالمية، وبالتالي يكون استمرار الاشتراك في النسخة المطبوعة يعد إهدارا للمال. ويمكن للمكتبات استبدال الاشتراك في الدوريات المطبوعة بالاشتراك في قواعد البيانات العالمية والاستفادة بكل الامكانيات المقدمة حيث عدد أكبر من الدوريات. والأمر يحتاج إلى دراسة قبل اتخاذ القرار بإلغاء الإشتراك في الدوريات المطبوعة، فيجب التأكد من توافر تلك الدوريات ضمن قواعد البيانات العالمية، وهنا لابد من ذكر القرار الخاطئ للدكتور علي عبد الرحمن رئيس جامعة القاهرة السابق، حيث أتخذ قرار في سنة 2005 بإلغاء جميع الاشتراكات في الدوريات المطبوعة والتحول إلى المصادر الإلكترونية، فكانت النتيجة أن عددا كبيرًا من الدوريات المطبوعة لم تكن متوفرة في قواعد البيانات التي أشتركت فيها الجامعة، لذا نؤكد أن القرار يحتاج إلى دراسة وافية لاحتياجات المستفيدين من المكتبة كي لا تتأثر الخدمة المكتبية. وعلى صعيد مصر، يعتبر مشروع المكتبة الرقمية بالمجلس الأعلي للجامعات فرصة جيدة للمكتبات المصرية للتوجه نحو المصادر الرقمية، حيث يتيح المشروع للمكتبات الإشتراك في مجموعة متميزة من قواعد البيانات العالمية، هذا بالاضافة إلى توفر وكلاء تجاريين يمكن من خلالهم الاشتراك في قواعد البيانات.

5- الاعتماد على مصادر الوصول الحر نعتقد أن مصادر الوصول الحر هى طوق النجاة للمكتبات التي تعاني من أزمات مالية سواء في ظل وجود الأزمة العالمية أو عدم وجودها. الشبكة العنكبوتية مليئة بمستودعات الوصول الحر والتي تتيح عدد لا يحصى من مصادر المعلومات المجانية. وفي الحقيقة لا أستطيع أن أصدر حكما حول مدى استفادة المكتبات من مستودعات الوصول الحر، أو مدى تأثير المستودعات على ميزانيات المكتبات. هذا ما تؤكده إيمان فوزي [4] حيث ترى أننا بحاجة إلى إجراء العديد من الدراسات والبحوث في مجال إفادة المكتبات من مستودعات الوصول الحر وتأثيرها على الميزانيات. وكي لا نتحدث بشكل نظري، اقدم فيما يلي نماذج لأشهر مبادرات الوصول الحر كما رشحتها إيمان فوزي في دراستها: - arXiv (http://arxiv.org ) : وهو مستودع متخصص في الفيزياء والعلوم المتصلة بها. - PubMed (http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed ) : وهو مستودع متخصص في مجال الطب - CogPrints (http://cogprints.org ) : وهو مستودع متخصص في مجال علم النفس والفلسفة كذلك يوجد كنز أخر في مستودعات الوصول الحر، وهى دوريات الوصول الحر، وهنا نذكر أبرزها على الإطلاق وهو دليل DOAJ : دليل دوريات الوصول الحر (www.doaj.org ) وهو يضم 4156 دورية، منها 1499 دورية مكشفة، ويشمل 276.972 مقالة، وهو يحصر الدوريات في جميع المجالات.

6- الاعتماد على البرمجيات مفتوحة المصدر شكلت البرمجيات مفتوحة المصدر تيارًا قويا أمام البرمجيات التجارية، فهى برمجيات يشترك الجميع في تطويرها كيفما يشاء وتتاح للجميع للاستخدام المجاني، وبالتالي فهى تلبي احتياجات المكتبات في ظل الأزمة المالية. وفي مجال النظم الآلية حققت النظم مفتوحة المصدر نجاحًا كبيرًا على مستوى العالم، فيوضح تقرير النظم الآلية لسنة 2008 [5] أن نظام كوها Koha تم اقتناؤه في 29 مكتبة جديدة، وكان عام 2007 هو عام النظم الآلية مفتوحة المصدر بلا منازع؛ حيث شهد زيادة الاعتماد على النظم مفتوحة المصدر؛ ففي ولاية جورجيا ترك تجمع للمكتبات يسمى PINES والذي يتكون من 252 مكتبة عامة نظام Unicorn وأعتمد النظام مفتوح المصدر Evergreen بدلا منه، وقد تم إنشاء شركة جديدة تسمى Equinox Software لتقديم الدعم الفني والخدمات التجارية لنظام Evergreen . وعلى صعيد مصر، بدأت النظم مفتوحة المصدر في الظهور والاستخدام في المكتبات، أو بمعنى أصح نظام كوها Koha حيث أكثر النظم الآلية مفتوحة المصدر معرفة وتطبيقا في المكتبات المصرية، ومن المكتبات التي تطبقه: مكتبة الجامعة الألمانية، ومكتبة الجامعة البريطانية، ومكتبة معهد التدريب الطبي وهى أول المكتبات المصرية تطبيقا لهذا النظام. نظام أخر مفتوح المصدر ولكنه لم يحقق أي نجاح أو انتشار وهو نظام OpenBiblio وهو مطبق في مكتبة مركز خدمات التنمية. بشكل عام لا يمكن الحكم على تجربة النظم مفتوحة المصدر في مصر على أنها ناجحة، حيث أن تطويرها يعتمد على بعض اشخاص بجهود فردية. واعتماد المكتبات على النظم مفتوحة المصدر لا يجب أن يقتصر على النظم الآلية فقط، فهناك برمجيات مفتوحة المصدر لإدارة المحتوى الرقمي مثل D-Space وGreen Stone، ومن المؤكد أنه توجد برمجيات مفتوحة المصدر في جميع المجالات، وعلى المكتبات التوجه نحو استخدام تلك البرمجيات ترشيدًا للنفقات.

كانت تلك رؤية للباحث حول تأثيرات الأزمة المالية العالمية على المكتبات، تطرقت في كثير منالجوانب إلى المكتبات المصرية، جسدت تلك الرؤية المشكلة وتأثيرها على المكتباتاعتمادا على وقائع فعلية حدثت في أرض الواقع أحيانا، واعتمادا على أرقام وإحصائياتفي أحيانا أخرى، كما أضفنا وجهات نظر شخصية في كثير من المواضع، وأخيرا هذه الرؤيةلا يمكن اعتبارها بحثًا أو دراسة علمية في الموضوع، إنما هى رؤية ذاتية حول تأثيرالأزمة المالية

 

 

Copyright 2011 الأزمة المالية العالمية وتأثيرها على المكتبات. All Rights Reserved.
Joomla 1.7 templates by hostgator coupon

cheap iphone 5|cheap iphone 5|cheap beats by dre|Cheap iphone 5 for sale outlet online store|Cheap iphone 5|cheap jordans free shipping|cheap uggs|Replica Louis Vuitton

Wholesale iPhone 5|cheap jordanscheap jordans
http://www.flickr.com/photos/cybrarians
Google +