بعد المغول ومحاكم التفتيش وداعش .. حرق الكتب في مدرسة فضل
كتب / أسامة قشاشة
يابى التاريخ إلا ان يطل علينا بوجه قبيح من الازدراء للأفكار، فبعد المغول ومحاكم التفتيش ومحرقة كتب ابن رشد شاهدنا التطرف الداعشي وحرق المكتبات في العراق، والتطرف النازي بحرق الكتب المدرسية علي يد جوزيف غوبلز، وها نحن نشاهده مرة اخرى، وبطل القصة هذه المرة كانت بثينة كشك، مديرة التربية والتعليم بالجيزة التي شكلت لجنة من طارق حسين الخضرى مدير عام إدارة الهرم رئيسًا وفاطمة يحيى محمود مدير متابعة فنية بالمديرية "عضو"، وعفاف أبو بكر عثمان شئون قانونية بالمديرية "عضو"، وآلاء أبو زيد عبد العال توجيه مالى وإدارى "عضو"، ومحمود محمد محمود من المديرية "عضو" وقررت حرق مجموعة من الكتب الدينية وحرقتها بدعوى احتوائها على افكار متطرفة، وأوضحت بثينه ان من بين مؤلفي تلك الكتب مُعادين للوطن مثل (على القاضى) والبعض ينتمى لجماعة الإخوان المسلمين مثل ( رجب البنا – محمد محمد المدنى(
وقد تمت المحرقة في مشهد هزلي وعلى أانغام الأغاني الوطنية ملوحين بالأعلام وكأن مصر أصبحت محرقة للكتب أو ان الوطنية تكون بالحرق والتدمير دون مراعة حتى لمشاعر الطفولة، فاي ما كان ما تدعو اليه الكتب فهو اخف من محرقة بثينة الداعشية
ومن بين تلك الكتب التي حرقتها بثينة ولجنتها
1- منهج الإصلاح الإسلامي للامام الأكبر عبد الحليم محمود
ربما كانت تلك الكارثة الكبرى ان تقوم اللجنة بحرق كتاب شيخ الأزهر السابق الامام الاكبر عبد الحليم محمود، والتي قررت اللجنة السالفة الذكر انه داعي للارهاب.
2- الإسلام وأصول الحكم / للشيخ الأزهري علي عبد الرازق
وهو من الكتب التي طبعتها وزارة الثقافة لأحد علماء الازهر ووزير الاواقاف السابق والذي رفض فيه فكرة الخلافة الاسلامية ودعا الى اقامة دولة مدنية والذي ادخله في خلاف مع الملك فؤاد وانتهى الامر بمحاسبته وطرده من الأزهر مؤقتا ثم ردو اليه العالمية واعادوه الى كنف الازهر.
3- أصول الحكم في الإسلام / لعبد الرزاق السنهوري
وهو الكتاب الذي الفه السنهوري احد اعلام الفقه والقانونة وهاجم فيه الكتاب السابق وتاثره بالعلمانية وبذلك تكون اللجنة الموقرة قد حرقت الري وضده بلا تمييز، وهو واحد المساهمين في وضع دساتير مصر وليبيا والسودان والكويت والإمارات العربية المتحدة وهو ايضا صاحب رسالة دكتوراة بعنوان فقه الخلافة وتطورها لتصبح هيئة أمم شرقية.
4- جمال الدين الأفغاني / لعثمان أمين
وعثمان امين هو احد العقول المتفتحة الليبرالية والذي نشرت له الدولة عديد من الكتب منها الكتاب المحروق وكتب اخرى منها رواد الوعي الإنساني في الشرق الإسلامي.
5- الاعجاز العلمي للقران/ لزغلول النجار
ولا يعلم كيث يكون هذا الكتاب داعي للعنف والارهاب.
6- بالاضافة لكتاب عن الادمان (تاجر المخدرات، المخدرات، انجازات صندوق مكافحة الإدمان،الدليل الطبي للعلاج من الادمان، ....... ) وكلها كتب للمجلس القومي لمكافحة المخدرات.
وقد اثارت تلك الواقعة العديد من اراء المثقفين والاعلامين فقال الدكتور حسن نافعة "السلوك همجي ينتمي للعصور الوسطى ولاعلاقة له بأي حال من الاحوال بالعصر الذي نعيشه والذي يجب ان تكون الحرية الفكرية احد مقوماته وهو تصرف ينم عن جهل مطبق متسائلاً عمن سمح او اوحى لهذه المسؤولة بالقيام بأحراق الكتب وقال نافعة لوانها فعلت ذلك باجتهاد فردي منها فلا بد ان تحاسب ويتم التحقيق معها اما الاخطر فلو كان ما جرى توجها عاما للوزارة سيكون في هذه الحالة كارثياً"
وقدى ابدى الدكتور وليد غالي مدير مكتبة معهد دراسات الحضارة الإسلامية بجامعة اغاخان " حرق كتب في وضح النهار على رؤوس الاشهاد ليس بالسابقة الاولى في تاريخنا، هذه المرة مميزة عن سابقيها في مجموعة اشياء: الاول انها تمت على يد مجموعة من الجهلة ومتطوعي النفاق، الثاني عدم الاكتراث بانهم يصنعون ذلك امام اطفال مدعين انهم يحمونهم من الارهاب وهم يمارسون من الارهاب اعظمه، والثالث والمريب انهم يخلطون بي حرق كتب لعلى عبد الرازق وامين عثمان وعبد الحليم محمود مع كتب لمحمد حسان وحسين يعقوب وهم في كفتين مختلفتين تماما من الناحية العلمية "
وطالب ابو سعدة بالتحقيق مع المسئولين عن هذه الواقعة وتقديمهم للمحاسبة القانونية لما اقترفه من مصادرة لحرية الفكر والإبداع وكذا عدم اهتمامهم بحقوق الأطفال التي شاهدت مثل هذه الأعمال مما يخلق جيل قائم على العنف والتطرف.
وكان ملاك المدرسة قدموا اعتذار لاولياء الامور عن تلك الواقعة ملقين اللوم على المدير التنفيذي للمدرسة التي تديرها الان لجنة 30 يونيو بعد قرار التحفظ على مدارسة الاخوان، وقد ذكر بيان المدرسة أنها لم تكن يوم تابعة للجماعة وانها ملتزمة بقرار الوزارة،
وقد اصدرت وزارة الثقافة المصرية بيان رسمي تستنكر فيه واقعة حرق الكتب في المدلرسة منوها انه يعيد إلينا مرة أخري مشهد حرق كتب ابن رشد في الأندلس بدعوي أنها تحرض علي الزندقة ، الا ان عبدالواحد النبوي، وزير الثقافة، قال "ان البيان الذي صدر عن الوزارة بشأن الاستنكار من حرق "التربية والتعليم" للكتب، استفزني شخصيًا ولا ينبغي أن يصدر هذا الكلام من الوزارة".، وأضاف خلال مكالمة هاتفية مع أحمد موسى، فى برنامج "على مسئوليتي"، على قناة "صدى البلد"، أن علاقة الوزراء مع بعض مفتوحة ولا تستدعي صدور البيانات الإعلامية.
ونتيجة الاهجوم الشرس من بعض وسائل الاعلام والمجتماع المدني فقد قرر وزير التعليم احالة الدكتورة بثينة الاى التحقيق مؤكدا أن محاربة الفكر المتطرف لن تكون أبدا بحرق الكتب، وإنما بأسلوب تربوي يستهدف تربية النشء على نبذ العنف والتطرف والإرهاب.
وهكذا نجد بعض الجهلة في وزراة تعدي انها وزارة للتعليم يحرقون الكتب اما الاطفال بداعي نبذ التطرف ، وهي تدعي التربية